الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَتۡلُونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ رَبِّكُمۡ وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (71)

قوله : { زُمَراً } : حالٌ . وزُمَر جمع زُمْرَة ، وهي الجماعاتُ في تفرقةٍ بعضُها في إثْر بعضٍ وتَزَمَّروا : تجمَّعُوا قال :

3905 حتى احْزَألَّتْ زُمَرٌ بعد زُمَرْ ***

هذا قولُ أبي عبيدة والأخفشِ . وقال الراغب : " الزُّمْرَة الجماعةُ القليلةُ ، ومنه شاةٌ زَمِرة أي : قليلة الشَّعْر ، ورجلٌ زَمِرٌ أي : قليلُ المروءةِ . وزَمَرَتِ النَّعامةُ تَزْمِرُ زَماراً ، ومنه اشتقَّ الزَّمْرُ والزَّمَّارة كناية عن الفاجرة " .

قوله : " حتى إذا " تقدَّمَ الكلامُ في حتى الداخلةِ على " إذا " غيرَ مرةٍ . وجوابُ " إذا " قوله : " فُتِحت " وتقدَّم خلافُ القراء في التشديد والتخفيف في سورة الأنعام . وقرأ ابن هرمز " ألم تَأْتِكم " بتاء التأنيث الجمعِ . و " منكم " صفةٌ ل " رسل " أو متعلِّق بالإِتيان ، و " يَتْلون " صفةٌ أخرى ، و " خالدين " في الموضعَيْن حالٌ مقدرةٌ .