الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ} (73)

قوله : { وَفُتِحَتْ } : في جواب " إذا " ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدها : قوله : " وفُتحت " والواو زائدةٌ ، وهو رأيُ الكوفيين والأخفش ، وإنما جيْءَ هنا بالواوِ دونَ التي قبلها ؛ لأنَّ أبوابَ السجون مغلقةٌ إلى أَنْ يَجيْئَها صاحب الجريمة فتُفتَحَ له ثم تُغْلَقَ عليه فناسَبَ ذلك عَدَم الواوِ فيها ، بخلافِ أبوابِ السرورِ والفرحِ فإنَّها تُفْتَحُ انتظاراً لمَنْ يَدْخُلُها . والثاني : أن الجوابَ قولُه : { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا } على زيادةِ الواوِ أيضاً أي : حتى إذا جاؤُوها قال لهم خَزَنَتُها . الثالث : أنَّ الجوابَ محذوفٌ ، قال الزمخشري : وحَقُّه أَنْ يُقَدَّرَ بعد " خالدين " . انتهى يعني لأنه يجيْء بعد متعلَّقاتِ الشرطِ وما عُطِف عليه ، والتقدير : اطمأنُّوا . وقدَّره المبرد : " سُعِدُوا " . وعلى هذين الوجهين فتكونُ الجملةُ مِنْ قولِه : و " فُتِحَتْ " في محلِّ نصب على الحال . وسَمَّى بعضُهم هذه الواوَ واوَ الثمانية . قال : لأنَّ أبوابَ الجنة/ ثمانيةٌ ، وكذا قالوا في قوله : { وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } [ الكهف : 22 ] وقيل : تقديرُه حتى إذا جاؤوها وفُتِحَتْ أبوابُها ، يعني أنَّ الجوابَ بلفظِ الشرطِ ولكنه بزيادةِ تقييده بالحالِ فلذلك صَحَّ .