ثم ذكر سبحانه تفصيل ما ذكره من توفية كل نفس ما كسبت ، فقال : { وَسِيقَ الذين كَفَرُواْ إلى جَهَنَّمَ زُمَراً } أي سيق الكافرون إلى النار حال كونهم زمراً ، أي جماعات متفرّقة بعضها يتلو بعضاً . قال أبو عبيدة ، والأخفش : زمراً جماعات متفرّقة بعضها إثر بعض ، ومنه قول الشاعر :
وترى الناس إلى أبوابه *** زمراً تنتابه بعد زمر
واشتقاقه من الزمر ، وهو الصوت ، إذ الجماعة لا تخلو عنه { حَتَّى إِذَا جَاءوهَا فُتِحَتْ أبوابها } أي فتحت أبواب النار ليدخلوها ، وهي سبعة أبواب ، وقد مضى بيان ذلك في سورة الحجر { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا } جمع خازن نحو سدنة وسادن { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مّنكُمْ } أي من أنفسكم { يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ ءايات رَبّكُمْ } التي أنزلها عليهم { وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هذا } أي يخوّفونكم لقاء هذا اليوم الذي صرتم فيه ، قالوا لهم هذا القول تقريعاً وتوبيخاً ، فأجابوا بالاعتراف ، ولم يقدروا عل الجدل الذي كانوا يتعللون به في الدنيا لانكشاف الأمر ، وظهوره ، ولهذا قالوا { بلى } أي قد أتتنا الرسل بآيات الله ، وأنذرونا بما سنلقاه { ولكن حَقَّتْ كَلِمَةُ العذاب عَلَى الكافرين } ، وهي { لأَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنة والناس أَجْمَعِينَ } [ السجدة : 13 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.