قوله تعالى : { حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ } : " حسبنا " مبتدأ وقد تقدم أنه في الأصل مصدرٌ والمرادُ به اسم الفاعل أي : كافينا ، وتفسيرُ ابن عطية له ب " كفانا " تفسيرُ معنىً لا إعراب . و " ما وَجَدْنا " هو الخبر ، و " ما " ظاهرُها أنها موصولة اسمية ، ويجوز أن تكون نكرة موصوفة أي : كافينا الذي وجدنا ، و " وجد " يجوز أن يكون بمعنى المصادفة ، ف " عليه " يجوز فيه وجهان ، أحدهما : أنه متعلق ب " وجدنا " وأنه متعدٍ لواحد . والثاني : أنه حال من " آباءنا " أي وجدناهم مستقرين عليه ، ويجوز أن يكونَ بمعنى العلم فيتعدى لاثنين ثانيهما " عليه " .
وقوله : { أَوَلَوْ كَانَ } قد تقدم إعراب هذا في البقرة وما قالوا فيه : وأنَّ " لو " هنا معناها الشرط وأنَّ الواوَ للحال ، وتقدم تفسيرُ ذلك كله فأغنى عن إعادته ، إلا أنَّ ابنَ عطية قال هنا . " ألف التوقيف دخلت على واو العطف " قلت : " تسميةُ هذه الهمزةِ للتوقيف فيه غرابةٌ في الاصطلاح . وجَعَل الزمخشري هذه الواوَ للحال ، وابنُ عطية جعلها عاطفةً ، وتقدَّم الجمعُ بين كلامهما في البقرة فعليك بالالتفات إليه ، واختلاف الألفاظ في هاتين الآيتين - أعني أية البقرة وآية المائدة - من نحو قولِه هناك : " اتبعوا " وهنا " تعالَوْا " وهناك " أَلْفَيْنا " وهنا " وجدنا " من باب التفنّن في البلاغة ، فلا تُطْلَبُ له مناسبةٌ ، وإن كنتُ قد تكلَّفْتُ ذلك ونقلته عن الناس في كتاب " التفسير الكبير " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.