تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ} (104)

وقوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } الآية

كأنها نزلت في مشركي العرب ، وكانوا أهل تقليد لا يؤمنون بالرسل ، ولا يقرون بهم ، إنما يقلدون آباءهم في عبادة الأوثان والأصنام . فإذا ما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما أنزل الله إليه ، أو دعاهم أحد إلى ذلك { قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا } [ وقالوا ] : { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على ءاثارهم مقتدون } [ الزخرف : 23 ] ونحو ذلك ؛ يقلدون آباءهم في ذلك .

فقال الله : { أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ } أي تتبعون آباءكم ، وتقتدون بهم ، وإن كنتم تعلمون أن آباءكم لا يعلمون شيئا في أمر الدين ، ولا يهتدون . وكذلك قوله تعالى : { قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه ءاباءكم }[ الزخرف : 24 ] تتبعون آباءكم ، وتقتدون بهم ، وإن جئتكم بأهدى مما كان عليه آباؤكم ؛ يسفههم في أحلامهم في تقليدهم آباءهم ، وإن ظهر عندهم أنهم على ضلال وباطل .