الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَوۡمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ هَلۡ مِن مَّزِيدٖ} (30)

قوله : { يَوْمَ نَقُولُ } : " يوم " منصوبٌ : إمَّا بظَلاَّم ، ولا مفهومَ لهذا ؛ لأنه إذا لم يَظْلِمْ في هذا اليومِ فَنَفْيُ الظلمِ عنه في غيرِه أَحْرَى أو بقولِه : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ } [ ق : 20 ] والإِشارة بذلك إلى " يومَ نقول " قاله الزمخشري ، واستبعده الشيخُ بكثرةِ الفواصلِ ، أو ب " اذْكُرْ " مقدَّراً أو بأَنْذِرْ ، وهو على هذَيْن الأخيرَيْن مفعولٌ به لا ظرفٌ .

قوله : { هَلْ مِن مَّزِيدٍ } سؤالُ تقريرٍ وتوقيفٍ . وقيل : معناه النفيُ . وقيل : السؤالُ لخَزَنَتِها . والجوابُ منهم ، فلا بُدَّ مِنْ حذفِ مضافٍ أي : نقولُ لخزنةِ جهنمَ ويقولون ، ثم حَذَفَ . وقرأ نافع وأبو بكر " يقول لجهنمَ " بياء الغَيْبة ، والفاعلُ اللَّهُ تعالى لتقدُّم ذِكْرِه في قولِه : " مع الله " ، والباقون بنونِ المتكلِّمِ المعظِّم نفسَه لتقدُّم ذِكْرِه في قوله : " لديَّ " ، " وقد قَدَّمْتُ " . والأعمش " يُقال " مبنياً للمفعول . والمزيد يجوز أَنْ يكونَ مصدراً ، وأن يكونَ اسمَ مفعولٍ أي : مِنْ شيءٍ تَزيدونَنِيْه أَحْرقه .