الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٖۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ} (34)

قوله : { بِسَلاَمٍ } : حالٌ من فاعل " ادْخلوها " ، أي : سالمين من الآفات ، فهي حالٌ مقارِنةٌ أو مُسَلَّماً عليكم ، فهي حالٌ مقدرةٌ كقوله : { فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [ الزمر : 73 ] كذا قيل . وفيه نظر ؛ إذ لا مانعَ من مقارنة تسليم الملائكةِ عليهم حالَ الدخول بخِلافِ { فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [ الزمر : 73 ]فإنه لا يُعْقَلُ الخلودُ إلاَّ بعد الدخولِ .

قوله : { ذَلِكَ يَوْمُ الُخُلُودِ } قال أبو البقاء : " أي زمنُ ذلك يومُ الخلود " كأنه جَعَلَ ذلك إشارةً إلى ما تقدَّم مِنْ إنعام اللَّهِ عليهم بما ذُكِرَ . ولا حاجةَ إلى ذلك ؛ بل ذلك مُشارٌ به لما بعدَه من الزمانِ كقولك " هذا زيدٌ " .