الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يُؤۡفَكُ عَنۡهُ مَنۡ أُفِكَ} (9)

قوله : { يُؤْفَكُ عَنْهُ } : صفةٌ لقول . والضميرُ في " عنه " للقرآن ، أو للرسول ، أو للدِّين أو لِما تُوْعَدون أي : يُصْرَفُ عنه . وقيل : " عن " للسبب . والمأفوكُ عنه محذوفٌ ، والضميرُ في " عنه " على هذا ل " قولٍ مختلفٍ " أي : يُؤْفَكُ بسبب القولِ مَنْ أراد الإِسلام بأَنْ يقول/ : هو سحرٌ ، هو كِهانَةٌ . والعامَّةُ على بناء الفعلَيْن للمفعول . وقتادة وابن جبير " يُؤْفَكُ عنه مَنْ أَفَك " الأول للمفعول ، والثاني للفاعل أي : يُصْرَفُ عنه مَنْ صَرَف الناسَ عنه . وزيد بن علي يَأْفَكُ مبنياً للفاعل مِنْ أفك الشيء أي : يَصْرِف الناسَ عنه مَنْ هو مأفوك في نفسه . وعنه أيضاً : " يَأْفِكُ عنه مَنْ أَفَّك " بالتشديد أي : مَنْ هو أفَّاك في نفسِه . وقُرِىء " يُؤْفَنُ عنه مَنْ أُفِنَ " بالنون فيهما أي : يَحْرِمُه مَنْ حَرَمه ، مِنْ أَفِنَ الضَّرْعَ إذا نهكَه حَلْباً .