فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَءُلۡقِيَ ٱلذِّكۡرُ عَلَيۡهِ مِنۢ بَيۡنِنَا بَلۡ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٞ} (25)

ثم كرّروا الإنكار والاستبعاد فقالوا : { أألقي الذّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا } أي كيف خصّ من بيننا بالوحي والنبوّة ، وفينا من هو أحقّ بذلك منه ؟ ثم أضربوا عن الاستنكار ، وانتقلوا إلى الجزم بكونه كذاباً أشراً فقالوا : { بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } والأشر : المرح والنشاط ، أو البطر والتكبر ، وتفسيره بالبطر والتكبر أنسب بالمقام ، ومنه قول الشاعر :

أشِرتُمْ بِلبس الخَزَّ لما لَبِستُمُ *** ومن قبلُ لا تدرون مَن فَتَحَ القُرى

قرأ الجمهور { أشر } كفرح . وقرأ أبو قلابة وأبو جعفر بفتح الشين وتشديد الرّاء على أنه أفعل تفضيل ، ونقل الكسائي عن مجاهد أنه قرأ بضم الشين مع فتح الهمزة .

/خ40