الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞لَهُمۡ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمۡۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (127)

قوله تعالى : { لَهُمْ دَارُ } : يحتمل أن تكون هذه الجملة مستأنفة فلا محلَّ لها كأن سائلاً سأل عَمَّا أعدَّ الله لهم فقيل له ذلك ، ويحتمل أن يكون حالاً من فاعل " يَذَّكَّرون " ويحتمل أن يكون وصفاً لقوم ، وعلى هذين الوجهين فيجوز أن تكون الحال أو الوصف الجارَّ والمجرور فقط ويرتفع " دار السلام " بالفاعلية ، وهذا عندهم أولى ؛ لأنه أقرب إلى المفرد من الجملة ، والأصل في الوصف والحال والخبر الإِفراد فما قَرُبَ إليه فهو أَوْلَى

و { عِندَ رَبِّهِمْ } حال من " دار " ، والعامل فيها الاستقرار في " لهم " . والسلامُ والسَّلامة بمعنى ، كاللَّداد واللَّدادة ، ويجوز أن ينتصب " عند " بنفس السلام لأنه مصدر أي : يُسَلِّم عليهم عند ربهم أي : في جنته ، ويجوز أن ينتصب بالاستقرار في " لهم " . وقوله " وهو وليُّهم " يحتمل أيضاً الاسنئناف ، وأن يكون حالاً أي : لهم دار السلام ، والحال أن الله وليُّهم وناصرهم . و " بما كانوا " الباء سببية و " ما " بمعنى الذي أو نكرةٌ أو مصدريَّة .