الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (18)

قوله : { فَوْقَ } : فيه أوجه أظهرها : أنه منصوب باسم الفاعل قبله . والفوقيَّةُ هنا عبارة عن الاستعلاء والغلبة . والثاني : أنه مرفوع على أنه خبر ثان ، أخبر عنه بشيئين أحدهما : أنه قاهرٌ ، والثاني : أنه فوق عباده بالغلبة والقهر . الثالث : أنه بدلٌ من الخبر . الرابع : أنه منصوبٌ على الحالِ من الضمير في " القاهر " كأنه قيل : وهو القاهرُ مُسْتعلياً أو غالباً ، ذكره المهدوي وأبو البقاء الخامس : أنها زائدةٌ ، والتقدير وهو : القاهر عباده ، ومثلُه : { فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ } [ الأنفال : 12 ] وهذا مردودٌ ، لأن الأسماء لا تُزاد .