النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (18)

قوله عز وجل : { وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } فيه قولان :

أحدهما : أن معناه القاهر لعباده ، وفوق صلة زائدة .

والثاني : أنه بقهره لعباده مستعلٍ عليهم ، فكان قوله فوق مستعملاً على حقيقته كقوله تعالى :

{ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِم }

[ الفتح : 10 ] لأنها أعلى قوة .

ويحتمل ثالثاً : وهو القاهر فوق قهر عباده ، لأن قهره فوق كل قهر .

وفي هذا القهر وجهان :

أحدهما : أنه إيجاد المعدوم .

والثاني : أنه لا راد لأقداره ولا صَادَّ عن اختياره{[854]} .


[854]:- سقط من ق.