الآية 18 وقوله تعالى : { وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير } [ في ]{[6954]} هذه الآية والآية / 145 –أ / الأولى ذكر أصل التوحيد لأنه أخبر أن ما يصيب العباد من الضرر والشدة لا كاشف لذلك إلا هو ، ولا يدفع ذلك عنهم ، ولا يصرف إلا الله ، وأن ما يصيبهم من الخير إنما يصيب ذلك بالله ، وأخبر أنه { على كل شيء قدير } .
وفي قوله تعالى : { وهو القاهر فوق عباده } إخبار أنه قاهر ، يقهر الخلق عزيز قادر ، وله سلطان عليهم ، وأنهم أذلاء تحت سلطانه . وفي قوله تعالى : { فوق عباده } إخبار بالعلو له والعظمة وبالتعالي عن أشباه الخلق { وهو الحكيم } يضع كل شيء موضعه { الخبير } بما يسرون وما يعلنون ؛ إخبار أنه{[6955]} لا يخفى عليه شيء وأنه يملك وضع كل شيء موضعه وأن ما يصيبهم من الضر والشدة إنما يكون به لا يملك أحد صرفه ، وأن ما ضر أحد أحدا في الشاهد أو نفع أحد أحدا إنما يكون ذلك بالله في الحقيقة .
وفي هذه الأحرف إخبار عن أصل التوحيد ، وما يحتاج إليه لما ذكرنا من الوصف له بالقدرة والقهر والوصف له بالعلو والعظمة والتعالي عن أشباه الخلق والوصف له بالحكمة في جميع أفعاله والعلم بكل ما كان ، ويكون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.