تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (18)

الآية 18 وقوله تعالى : { وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير } [ في ]{[6954]} هذه الآية والآية / 145 –أ / الأولى ذكر أصل التوحيد لأنه أخبر أن ما يصيب العباد من الضرر والشدة لا كاشف لذلك إلا هو ، ولا يدفع ذلك عنهم ، ولا يصرف إلا الله ، وأن ما يصيبهم من الخير إنما يصيب ذلك بالله ، وأخبر أنه { على كل شيء قدير } .

وفي قوله تعالى : { وهو القاهر فوق عباده } إخبار أنه قاهر ، يقهر الخلق عزيز قادر ، وله سلطان عليهم ، وأنهم أذلاء تحت سلطانه . وفي قوله تعالى : { فوق عباده } إخبار بالعلو له والعظمة وبالتعالي عن أشباه الخلق { وهو الحكيم } يضع كل شيء موضعه { الخبير } بما يسرون وما يعلنون ؛ إخبار أنه{[6955]} لا يخفى عليه شيء وأنه يملك وضع كل شيء موضعه وأن ما يصيبهم من الضر والشدة إنما يكون به لا يملك أحد صرفه ، وأن ما ضر أحد أحدا في الشاهد أو نفع أحد أحدا إنما يكون ذلك بالله في الحقيقة .

وفي هذه الأحرف إخبار عن أصل التوحيد ، وما يحتاج إليه لما ذكرنا من الوصف له بالقدرة والقهر والوصف له بالعلو والعظمة والتعالي عن أشباه الخلق والوصف له بالحكمة في جميع أفعاله والعلم بكل ما كان ، ويكون .


[6954]:- من م، ساقطة من الأصل.
[6955]:- في الأصل وم: أن .