فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (18)

{ وهو القاهر فوق عباده } القهر الغلبة والقاهر الغالب وأقهر الرجال إذا صار مقهورا ذليلا ، ومن الأول قوله : { وإنا فوقهم قاهرون } ومن الثاني { فأما اليتيم فلا تقهر } قيل ومعنى فوق فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم لا فوقية المكان كما تقول السلطان فوق رعيته أي بالمنزلة والرفعة ، وقيل هو صفة الاستعلاء الذي تفرد به سبحانه فهو على الذات وسمى الصفات وقال ابن جرير الطبري : معنى القاهر المتعبد خلقه العالي عليهم .

وإنما قال فوق عباده لأنه تعالى وصف نفسه بقهره إياهم ومن صفة كل قاهر شيئا أن يكون مستعليا عليه انتهى ، أي استعلاء يليق به وقيل هو القاهر مستعليا أو غالبا ذكره أبو البقاء والمهدوي وفي القهر معنى زائدة ليس في القدرة وهو منع غيره عن بلوغ المراد { وهو الحكيم } في أمره { الخبير } بأفعال عباده .