قوله تعالى : { وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ } : يجوز فيه وجهان ، أظهرهما : أنه مبتدأ وخبره الجملة الاستقبالية بعده . والوجه الثاني : أنه منصوب على الاشتغال بفعلٍ مقدَّرٍ تقديرُه : سنستدرج الذين كذَّبوا والاستدراج : التقريبُ منزلةً منزلةً والأخذ قليلاً قليلاً ، من الدَّرَج لأن الصاعد يرقى درجةً درجة وكذلك النازل . وقيل : هو مأخوذ من الدَّرْج وهو الطيّ ومنه : " دَرَجَ الثوبَ " : طواه ، و " دَرَجَ الميتَ " مثله . والمعنى : تُطوى آجالهم .
وقرأ النخعي وابن وثاب : " سَيَسْتَدْرِجُهم " بالياء ، فيحتمل أن يكون الفاعلُ الباريَ تعالى ، وهو التفاتٌ من التكلم إلى الغيبة ، وأن يكون الفاعلُ ضميرَ التكذيب المفهوم مِنْ قوله " كذَّبوا " . وقال الأعشى في الاستدراج :
فلو كنتَ في جُبٍّ ثمانين قامةً *** ورُقِّيْتَ أسبابَ السماءِ بسُلَّمِ
لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القولُ حتى تَهِرَّهُ *** وتَعْلَمَ أنِّي عنكمُ غيرُ مُلْجَمِ
ويقال : " دَرَجَ الصبيُّ " : إذا قارب بين خطاه ، ودرج القوم : مات بعضهم إثرَ بعض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.