غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ} (182)

ثم أعاد ذكر المكذبين وما عليهم من الوعيد فقال { والذين كذبوا بآياتنا } قال ابن عباس : يريد أهل مكة والظاهر أنه عام . والاستدراج استفعال من الدرجة ومنه درج الصبي إذا قارب بين خطاه ، وأدرج الكتاب إذا طواه شيئاً بعد شيء . ومعنى الآية سنقربهم إلى ما يهلكهم ويضاعف عقابهم { من حيث لا يعلمون } ما يراد بهم . وذلك أنهم كلما أقدموا على ذنب فتح الله عليهم باباً من أبواب الخير فيزدادون بطراً وانهماكاً في الغي والفساد ، ثم يأخذهم أغفل ما يكونون .

/خ183