قوله : { كَادِحٌ } : الكَدْحُ : قال الزمخشري : " جَهْدُ النفس [ في العمل ] والكَدُّ فيه ، حتى يُؤَثِّر فيها ، ومنه كَدَح جِلِدَه إذا خَدَشَه . ومعنى " كادِحٌ " ، أي : جاهِدٌ إلى لقاءِ ربِّك وهو الموتُ " . انتهى . وقال ابن مقبل :
وما الدَّهْرُ إلاَّ تارتان فمِنْهما *** أموتُ وأخرى أَبْتغي العيشَ أَكْدَحُ
ومَضَتْ بَشاشَةُ كلِّ عيشٍ صالحٍ *** وبَقِيْتُ أكْدَحُ للحياةِ وأَنْصَبُ
وقال الراغب : " وقد يُستعمل الكَدْحُ استعمالَ الكَدْمِ بالأسنان . قال الخليل : الكَدْحُ دونَ الكَدْم " .
قوله : { فَمُلاَقِيهِ } يجوزُ أَنْ يكونَ عطفاً على كادح . والتسبيبُ فيه ظاهرٌ . ويجوز أَنْ يكونَ خبر مبتدأ مضمرٍ ، أي : فأنت مُلاقيه . وقد تقدَّم أنه يجوزُ أَنْ يكونَ جواباً للشرط . وقال ابنُ عطية : " فالفاءُ على هذا عاطفةٌ جملةَ الكلامِ على التي قبلها . والتقدير : فأنت مُلاقيه " يعني بقوله : " على هذا " ، أي : على عَوْدِ الضميرِ على كَدْحِك . قال الشيخ : " ولا يَتَعَيَّنُ ما قاله ، بل يجوزُ أَنْ يكونَ مِنْ عَطْف المفردات " . والضمير : إمَّا للربِّ ، وإمَّا للكَدْح ، أي : مُلاقٍ جزاءَ كَدْحِك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.