البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا وَقَدۡ جَعَلۡتُمُ ٱللَّهَ عَلَيۡكُمۡ كَفِيلًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ} (91)

النقض ضد الإبرام ، وفي الجرم فك أجزائه بعضها من بعض .

التوكيد : التثبيت ويقال : توكيد ، وتأكيد ، وهما لغتان .

وزعم الزجاج أنّ الهمزة بدل من الواو ، وليس بجيد .

لأن التصريف جاء في التركيبين فدل على أنهما أصلان .

وعقد الله علم لما عقده الإنسان والتزمه مما يوافق الشريعة .

وقال الزمخشري : هي البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله } وكأنه لحظ ما قيل أنها نزلت في الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، رواه عن بريدة .

وقال قتادة ومجاهد : فيما كان من تحالف الجاهلية في أمر بمعروف أو نهي عن منكر .

وقال ميمون بن مهران : الوفاء لمن عاهدته مسلماً كان أو كافراً ، فإنما العهد لله .

وقال الأصم : الجهاد وما فرض في الأموال من حق .

وقيل : اليمين بالله ، ولا تنقضوا العهود الموثقة بالإيمان ، نهى عن نقضها تهمماً بها بعد توكيدها أي : توثيقها باسم الله وكفالة الله وشهادته ، ومراقبته ، لأن الكفيل مراع لحال المكفول به .