ثم قال تعالى : { وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم } [ 91 ] .
المعنى : وأوفوا أيها الناس بميثاق الله [ عز وجل{[39722]} ] إذا أوثقتموه وبعقده إذا عاقدتموه فأوجبتم على أنفسكم حقا لمن عاقدتموه{[39723]} .
{ ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها } [ 91 ] .
أي : لا تخالفوا{[39724]} الأمر الذي تعاقدتم فيه بالإيمان بالله [ عز وجل{[39725]} ] { بعد توكيدها } ، أي : بعدما شددتم الإيمان فتحنثوا في أيمانكم وتكذبوا فيها وتنقضوها{[39726]} . { وقد جعلتم الله عليكم كفيلا } [ 91 ] أي : جعلتموه كفيلا{[39727]} عليكم في أيمانكم ، [ فلا تكذبوا فيها ولا تنقضوها{[39728]} ]{[39729]} .
وقد قيل : إنها عامة في كل عقد ويمين{[39730]} ، وإن الأيمان منسوخة بإجازة الكفارة في المائدة عن اليمين{[39731]} .
وهذه الآية : نزلت فيمن بايع النبي [ عليه السلام ] على الإسلام لئلا تحملهم{[39732]} قلة من مع محمد [ صلى الله عليه وسلم{[39733]} ] ، وكثرة المشركين على نقض ما عاهدوه{[39734]} عليه من البيعة{[39735]} .
وقال مجاهد : نزلت في الحلف الذي كان بينهم في الجاهلية أمرهم الله [ عز وجل{[39736]} ] في [ الإسلام{[39737]} ] أن يوفوا به ولا ينقضوه{[39738]} .
وقال ابن زيد : هؤلاء قوم كانوا حل[ فاء{[39739]} ] لقوم{[39740]} ، وقد تحالفوا وأعطى بعضهم بعضا الميثاق ، فجاءهم قوم فقالوا : نحن أكثر وأعز وأمنع فانقضوا عهد هؤلاء ، فارجعوا إلينا وح[ ا{[39741]} ] لفونا ، ففعلوا ، فنهى الله [ عز وجل{[39742]} ] عن ذلك بهذه الآية وهو قوله : { أن تكون أمة هي أربى من أمة } [ 92 ]{[39743]} .
ففي الكلم تقديم وتأخير وتقديره : وقد جعلتم الله عليكم كفيلا أن تكون{[39744]} أمة هي أبى من أمة ، أي هي أكثر من{[39745]} أجل أن كان هؤلاء أكثر عددا نقضتم العهد فيما بينكم وبين هؤلاء/ .
وكذلك قال مجاهد أيضا في رواية أخرى عنه . والكفيل الوكيل .
ثم قال تعالى : { [ إن{[39746]} ] الله يعلم ما تفعلون } [ 91 ] .
[ أي : ما تفعلون{[39747]} ] في عقودكم وعهودك[ م{[39748]} ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.