التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا وَقَدۡ جَعَلۡتُمُ ٱللَّهَ عَلَيۡكُمۡ كَفِيلًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ} (91)

قوله تعالى : { وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون }

قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة ، عن زكريا ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جبير بن مطعم . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا حِِلْفَ في الإسلام ، وأيّما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة " . ( الصحيح4/1961ح2530-ك فضائل الصحابة ، ب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه . . . ) .

قال ابن كثير : ومعناه أن الإسلام لا يحتاج معه إلى الحلف الذي كان أهل الجاهلية يفعلونه ، فإن في التمسك بالإسلام كفاية عما كانوا فيه أ . ه .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى : { وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم } . أمر جل وعلا في هذه الآية الكريمة عباده أن يوفوا بعهد الله إذا عاهدوا . وظاهر الآية أنه شامل لجميع العهود فيما بين العبد وربه . وفيما بينه وبين الناس ، وكرر هذا في مواضع أخر كقوله ( في الأنعام ) : { وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به . . } الآية ، وقوله ( في الإسراء ) : { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا } . وقد قدمنا هذا ( في الأنعام ) . وبين في موضع آخر : أن من نقض العهد إنما يضر بذلك نفسه ، وأن من أوفى به يؤتيه الله الأجر العظيم على ذلك ، وذلك في قوله : { فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما } . وبين في موضع آخر : أن نقض الميثاق يستوجب اللعن ، وذلك في قوله : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم . . } الآية .

أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ، في قول الله تعالى : { ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها } ، قال : تغليظها في الحلف .