ثم خص من جملة المأمورات الوفاء بالعهد فقال : { وأوفوا بعهد الله } ، خصصه جار الله بالبيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله : { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله } [ الفتح : 10 ] . وقال الأصم : المراد منه الجهاد ، وما فرض الله في الأموال من حق الشرائع . وقيل : هو اليمين ، والأصح العموم ، وهو كل عهد يلتزمه الإنسان باختياره بدليل قوله : { إذا عاهدتم } ، وقوله من قال : العهد هو اليمين ، يلزم منه أن يكون قوله سبحانه : { ولا تنقضوا الأَيمان بعد توكيدها } ، أي : بعد توثيقها باسم الله تكراراً . وأكد ووكد لغتان فصيحتان . قال الزجاج : الأصل الواو والهمزة بدل . وفي الآية دلالة على الفرق بين الأيمان المؤكدة وبين لغو اليمين ، كقولهم " لا والله " و " بلى والله " . وأيضاً الآية من العمومات التي دخلها التخصيص ، لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : " من حلف على يمين ، ورأى غيرها خيراً منها ، فيأت بالذي هو خير ، ثم ليكفر " . وقد مر بحث الأيمان في : " البقرة " ، وفي : " المائدة " في قوله : { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } [ الآية : 225 ] الآية . { وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً } ، أي : شاهداً ورقيباً ؛ لأن الكفيل مراع لحال المكفول به . { إن الله يعلم ما تفعلون } ، فيجازيكم بحسب ذلك خيراً وشراً . وفيه ترغيب وترهيب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.