غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَٰنَ بَعۡدَ تَوۡكِيدِهَا وَقَدۡ جَعَلۡتُمُ ٱللَّهَ عَلَيۡكُمۡ كَفِيلًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ} (91)

84

ثم خص من جملة المأمورات الوفاء بالعهد فقال : { وأوفوا بعهد الله } ، خصصه جار الله بالبيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله : { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله } [ الفتح : 10 ] . وقال الأصم : المراد منه الجهاد ، وما فرض الله في الأموال من حق الشرائع . وقيل : هو اليمين ، والأصح العموم ، وهو كل عهد يلتزمه الإنسان باختياره بدليل قوله : { إذا عاهدتم } ، وقوله من قال : العهد هو اليمين ، يلزم منه أن يكون قوله سبحانه : { ولا تنقضوا الأَيمان بعد توكيدها } ، أي : بعد توثيقها باسم الله تكراراً . وأكد ووكد لغتان فصيحتان . قال الزجاج : الأصل الواو والهمزة بدل . وفي الآية دلالة على الفرق بين الأيمان المؤكدة وبين لغو اليمين ، كقولهم " لا والله " و " بلى والله " . وأيضاً الآية من العمومات التي دخلها التخصيص ، لما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : " من حلف على يمين ، ورأى غيرها خيراً منها ، فيأت بالذي هو خير ، ثم ليكفر " . وقد مر بحث الأيمان في : " البقرة " ، وفي : " المائدة " في قوله : { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } [ الآية : 225 ] الآية . { وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً } ، أي : شاهداً ورقيباً ؛ لأن الكفيل مراع لحال المكفول به . { إن الله يعلم ما تفعلون } ، فيجازيكم بحسب ذلك خيراً وشراً . وفيه ترغيب وترهيب .

/خ100