البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيۡءٖ فَمَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ} (36)

عن عليّ ، رضي الله عنه ، اجتمع لأبي بكر رضي الله عنه مال ، فتصدق به كله في سبيل الله والخير ، فلامه المسلمون وخطأه الكافرون ، فنزلت : { فما أوتيتم من شيء } ، والظاهر أنه خطاب للناس .

وقيل : للمشركين ، وما شرطية مفعول ثان لأوتيتم ، ومن شيء بيان لما ، والمعنى : من شيء من رياش الدنيا ومالها والسعة فيها ، والفاء جواب الشرط ، أي فهو متاع ، أي يستمتع في الحياة .

{ وما عند الله } : أي من ثوابه وما أعد لأوليائه ، { خير وأبقى } مما أوتيتم ، لأنه لا انقطاع له .

وتقدم الكلام في الكبائر في قوله : { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه } في النساء .