قوله تعالى : { فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحياة الدنيا وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ وأبقى لِلَّذِينَ آمَنُواْ وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ الشورى : 36 ] الآية لما ذكر دلائل التوحيد أردفها بالتنفير عن الدنيا وتحقير شأنها ؛ لأن المانع من قبول الدليل هو الرغبة في الدنيا ، فقال : «وَمَا أوتِيتُمْ » «ما » شرطية{[49420]} ، وهي في محل نصب مفعولاً ثانياً{[49421]} «لأوتِيتُمْ » والأول هو ضمير المخاطبين قام مقام الفاعل ، وإنما قدم الثاني ؛ لأن له صدر الكلام ، وقوله : «مِنْ شَيْءٍ » بيان لما الشرطية لما فيها من الإيهام{[49422]} . وقوله «فَمَتَاعُ » الفاء جواب{[49423]} الشرط و«متاع » خبر مبتدأ مضمر أي فهو متاع{[49424]} ، وقوله «وما عند الله » «ما » موصولة مبتدأة ، و«خير » خبرها ، و«لِلَّذِينَ » يتعلق{[49425]} «بَأبْقَى » .
المعنى : وما أوتيتم من شيء من رياش الدنيا فمتاع الحياة الدنيا ليس من زاد المعاد ، وسماه متاعاً تنبيهاً على قلته وحقارته وجعله من متاع الدنيا تنبيهاً على انقراضه ، وأما الآخرة فإنها خير وأبقى والباقي خير من الخَسِيس الفاني .
ثم بين أن هذه الخيرية إنما تحصل لمن كان موصوفاً بصفات منها أن يكون من المؤمنين فقال { لِلَّذِينَ آمَنُواْ وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }{[49426]} . وهذا يدل على من زعم أن الطاعة توجب الثواب ؛ لأنه متكل على عمل نفسه لا على الله فلا يدخل تحت الآية{[49427]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.