الآية 36 وقوله تعالى : { فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى } هذا يخرّج على وجهين :
أحدهما : أن الله تعالى أعطى من أعطى هذه النّعم واللذات في هذه الدنيا ليكتسبوا بها نعمة دائمة ولذة باقية وكذلك ما أعطاهم من السمع والبصر وغير ذلك من الحواس ليكتسبوا بها ما يدوم ، ويبقى .
فمن استعمل ما أعطاه من الأموال واللذات مما ذكرنا في غير ما أمر به ، وجعل ، سُمّي خاسرا عابثا . وكذلك من استعمل ما أعطاه من الحواس في غير ما جُعلت ، وأمر باستعمالها يُسمَّ أصمّ أبكم أعمى .
وكذلك النفس إذا المرء [ لم ]{[18771]} يكتسب بها حياة دائمة سُميّ ميتا ، والله أعلم .
[ ويحتمل ]{[18772]} أن يقال : إنهم ما أعطوا في هذه الدنيا من اللذات والمتعة إلا ترغيبا في ما أبقى عنه ، ووعدهم في الآخرة . وكذلك ما امتُحنوا من الشدائد والمصائب إلا تحذيرا وترهيبا عمّا أوعدهم ، وخوّفهم في الآخرة .
ثم قوله تعالى : { فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا } أي تتمتّعون به ، فيفنى ، ويزول عن سريع ، وما أبقى ، ولم يُؤتكم ، هو الباقي الدائم .
ثم بيّن أن ما أبقى عنده لمن [ نعتهم ]{[18773]} بقوله : { للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكّلون } آمنوا بأن له{[18774]} الدنيا والآخرة وأن له الخلق والأمر وأنه بريء عن جميع معاني الخلق { وعلى ربهم يتوكلون } أي يوكلون أمورهم إلى ربهم ، هو مفزعهم ، ومعتمدهم ؛ لا يفزعون إلى أحد سواه ، ولا يعتمدون غيره في جميع أحوالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.