وأما قوله تعالى { ومناة } فقال قتادة : هي صخرة كانت لخزاعة بقديد ، وقالت عائشة في الأنصار كانوا يصلون لمناة فكانت حذو قديد . وقال ابن زيد بيت بالمشلل تعبده بنو كعب وقال الضحاك : مناة صنم لهذيل وخزاعة يعبده أهل مكة وقيل اللات والعزى ومناة أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة يعبدونها .
وقوله تعالى : { الثالثة الأخرى } نعت لمناة إذ هي الثالثة للصنمين في الذكر ، وأما الأخرى فقال أبو البقاء : توكيد لأنّ الثالثة لا تكون إلا أخرى ، وقال الزمخشري : الأخرى ذم وهي المتأخرة الوضيعة المقدار كقوله تعالى : { وقالت أخراهم } [ الأعراف : 38 ] أي : وضعاؤهم { أولاهم } أي : لأشرافهم ، ويجوز أن تكون الأولية والتقدّم عندهم للات والعزى ا . ه . قال ابن عادل : وفيه نظر لأنّ الأخرى إنما تدل على الغيرية وليس فيها تعرّض لمدح ولا ذم فإن جاء شيء فلقرينة خارجية ا . ه . ووجه الترتيب أنّ اللات كان وثناً على صورة آدمي ، والعزى شجرة نبات ، ومناة صخرة فهي جماد فهي في أخريات المراتب .
فإن قيل : ما فائدة الفاء في قوله تعالى : { أفرأيتم } وقد وردت في مواضع بغير فاء كقوله تعالى : { قل أرأيتم ما تدعون من دون الله } [ الأحقاف : 4 ] { أرأيتم شركاءكم } [ فاطر : 40 ] أجيب : بأنه تعالى لما قدم عظمته في ملكوته وأنّ رسوله إلى الرسل يسد الآفاق ببعض أجنحته ويهلك المدائن بشدّته وقوّته ولا يمكنه مع هذا أن يتعدّى السدرة في مقام جلال الله وعزته قال : أفرايتم هذه الأصنام مع ذلتها وحقارتها شركاء الله تعالى مع ما تقدّم ، فقال بالفاء أي عقب ما سمعتم من عظمة آيات الله الكبرى ونفاذ علمه في الملأ الأعلى وما تحت الثرى انظروا إلى اللات والعزى تعلموا فساد ما ذهبتم إليه .
تنبيه : مفعول أرأيت الأول اللات وما عطف عليه والثاني : محذوف والمعنى أخبروني ألهذه الأصنام قدرة على شيء ما فتعبدونها دون الله القادر على ما تقدّم ذكره .
وقرأ ابن كثير { مناة } بهمزة مفتوحة بعد الألف والباقون بغير همز .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.