غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ} (20)

1

وأما مناة فهي صخرة كانت لهذيل وخزاعة كأنها سميت بذلك لأن دماء النسائك كانت تمنى عندها أي تراق . ومن قرأ بالمد فلعلها " مفعلة " من النوء كأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركاً بها . و { الأخرى } لا يطلق إلأا إذا كان الأول مشاركاً كالثاني فلا يقال : رأيت رجلاً وامرأة أخرى . وإنما يقال رأيت رجلاً ورجلاً آخر . وههنا ليست عزى ثالثة فكيف قال { ومناة الثالثة الأخرى } ؟ وأجيب بأن الأخرى صفة ذم لها أي المتأخرة الوضيعة المقدار كقوله { وقالت أخراهم لأولاهم } [ الأعراف :38 ] أي وضعاؤهم لرؤسائهم . ويجوز أن تكون الأولية والتقدم عندهم للات والعزى وذلك أن الأول كان على صورة آدمي ، والعزى كانت من النبات ومناة من الجماد . وقيل : في الكلام تقديم وتأخير أي ومناة الأخرى . الثالثة . وقيل : إن الأصنام فيها كثرة فإذا أخذنا اللات والعزى مقدمين كانت لهما ثوالت كثيرة هذه ثالثة أخرى . وقيل : فيه حذف والتقدير أفرأيتم اللات والعزى المعبودتين . بالباطل ومناة الثالثة المعبودة الأخرى . ثم إنه تعالى حين وبخهم على الشرك فكأنهم قالوا نحن لا نشك في أن شيئاً منها ليس مثلاً لله تعالى ولكنا صورنا هذه الأشياء على صور الملائكة المعظمين الذين اعترف بهم الأنبياء وقالوا : إنهم يرتقون ويقفون عند سدرة المنتهى ، ويرد عليهم الأمر والنهي ويصدر عنهم إلينا فوبخهم على قولهم إن هؤلاء الأصنام التي هي إناث أنداد الله تعالى ، أو على قولهم الملائكة بنات الله فاستفهم منكراً .

/خ62