فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيَحۡلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ عَلَىٰ شَيۡءٍۚ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ} (18)

{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعاً } الظرف منصوب بقوله : { مُّهِينٌ } ، أو بمقدّر : أي اذكر { فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } أي يحلفون لله يوم القيامة على الكذب كما يحلفون لكم في الدنيا ، وهذا من شدّة شقاوتهم ومزيد الطبع على قلوبهم ، فإن يوم القيامة قد انكشفت الحقائق وصارت الأمور معلومة بضرورة المشاهدة ، فكيف يجترئون على أن يكذبوا في ذلك الموقف ويحلفون على الكذب { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ على شَيْء } أي يحسبون في الآخرة أنهم بتلك الأيمان الكاذبة على شيء مما يجلب نفعاً ، أو يدفع ضرراً كما كانوا يحسبون ذلك في الدنيا { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الكاذبون } أي الكاملون في الكذب المتهالكون عليه البالغون فيه إلى حدّ لم يبلغ غيرهم إليه بإقدامهم عليه وعلى الأيمان الفاجرة في موقف القيامة بين يدي الرحمن .

/خ22