إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيَحۡلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ عَلَىٰ شَيۡءٍۚ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ} (18)

{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعاً } قيلَ : هو ظرفٌ لقولِهِ تَعَالى :{ لَهُمْ عَذَابٌ مهِينٌ } ، { فَيَحْلِفُونَ لَهُ } أيْ لله تعالى يومئذٍ على أنهُمْ مسلمونَ ، { كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ } فِي الدُّنيا { وَيَحْسبُونَ } في الآخرةِ { أَنَّهُمْ } بتلكَ الأيمانِ الفاجرةِ { على شَيء } من جلبِ منفعةٍ أو دفعِ مضرةٍ ، كما كانُوا عليهِ في الدُّنيا حيثُ كانوا يدفعونَ بِهَا عنْ أرواحِهم وأموالِهم ويستجرونَ بها فوائدَ دنيويةً { أَلاَ إِنَّهُمْ هُم الكاذبون } البالغونَ في الكذبِ إلى غايةٍ لا مطمحَ وراءَها ، حيثُ تجاسرُوا عَلى الكذبِ بينَ يَدي علاَّمِ الغيوبِ وزعمُوا أنَّ أيمانَهُم الفاجرةَ تروجُ الكذبَ لديهِ كَمَا تروجُهُ عندَ الغافلينَ .