البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ} (14)

{ بصيرة } : خبر عن الإنسان ، أي شاهد ، قاله قتادة ، والهاء للمبالغة .

وقال الأخفش : هو كقولك : فلان عبرة وحجة .

وقيل : أنث لأنه أراد جوارحه ، أي جوارحه على نفسه بصيرة .

وقيل : بصيرة مبتدأ محذوف الموصوف ، أي عين بصيرة ، وعلى نفسه الخبر .

والجملة في موضع خبر عن الإنسان ، والتقدير عين بصيرة ، وإليه ذهب الفراء وأنشد :

كأن على ذي العقل عيناً بصيرة *** بمقعده أو منظر هو ناظره

يحاذر حتى يحسب الناس كلهم *** من الخوف لا تخفى عليهم سرائره

وعلى هذا نختار أن تكون بصيرة فاعلاً بالجار والمجرور ، وهو الخبر عن الإنسان .

ألا ترى أنه قد اعتمد بوقوعه خبراً عن الإنسان ؟ وعلى هذا فالتاء للتأنيث .

وتأول ابن عباس البصيرة بالجوارح أو الملائكة الحفظة .