اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ} (40)

قوله تعالى : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } اي : حَذِرَ مقامه بين يدي ربه .

وقال الربيعُ : مقامه يوم الحساب{[59322]} .

وقال مجاهدٌ : خوفه في الدنيا من الله عند مواقعه الذَّنب فيقلع عنه ، نظيره : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [ الرحمن : 46 ] .

{ ونَهَى النَّفْس عن الهَوى } أي : زجرها عن المعاصي والمحارم{[59323]} .

قال ابن الخطيب{[59324]} : هذان الوصفان مضادَّان للوصفين المتقدمين ، فقوله تعالى : { مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } ضدُّ قوله : { فأمَّا من طغى } ، { ونَهَى النفس } ضدُّ قوله : «{ وآثر الحياةَ الدُّنيا } فكما دخل في ذينك الوصفين جميع القبائح دخل في هذين الهوى ، وسيأتي زمان يقود الهوى الحقَّ ، فنعوذُ بالله من ذلك الزمنِ{[59325]} .


[59322]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/135).
[59323]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/200)، وينظر المصدر السابق.
[59324]:ينظر: الفخر الرازي 31/48.
[59325]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/135).