فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ} (40)

ثم ذكر القسم الثاني من القسمين فقال : { وأما من خاف مقام ربه } أي حذر مقامه بين يدي ربه يوم القيامة لعلمه بالمبدأ والمعاد ، قال الربيع مقامه يوم الحساب ، قال قتادة يقول أن لله عز وجل مقاما قد خافه المؤمنون ، وقال مجاهد هو خوفه في الدنيا من الله عز وجل مواقعة الذنب فيقلع عنه ، نظيره قوله { ولمن خاف مقام ربه جنتان } والأول أولى .

{ ونهي النفس } الأمارة بالسوء { عن الهوى } أي زجرها من الميل إلى المعاصي والمحارم التي تشتهيها ، قال مقاتل هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها ، والهوى ميل النفس إلى شهواتها .