السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَكُّ رَقَبَةٍ} (13)

ثم بين سبب جوازها بقوله تعالى : { فك } ، أي : الإنسان { رقبة } ، أي : خلصها من الرق وذلك بأن يعتق رقبة في ملكه أو يعطي مكاتباً ما يصرفه في فك رقبته . روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار حتى فرجه بفرجه » . قال الزمخشري : وفي الحديث : «أنّ رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الجنة . قال : تعتق النسمة وتفك الرقبة . قال : أو ليسا سواء ؟ قال : لا إعتاقها أن تنفرد بعتقها ، وفكها أن تعين في تخليصها من قود أو غرم ، والعتق والصدقة من أفضل الأعمال » .

وعن أبي حنيفة أن العتق أفضل من الصدقة ، وعن صاحبيه : الصدقة أفضل . قال الزمخشري : والآية أدل على قول أبي حنيفة لتقديم العتق . وقال عكرمة : يعني فك رقبته من الذنوب . وقال الماوردي : ويحتمل أنه أراد فك رقبته وخلاص نفسه باجتناب المعاصي وفعل الطاعات ، ولا يمنع الخبر من هذا التأويل وهو أشبه بالصواب .