فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَكُّ رَقَبَةٍ} (13)

{ فَكُّ رَقَبَةٍ } أي هي إعتاق رقبة وتخليصها من أسار الرق . وكل شيء أطلقته فقد فككته ، ومنه : فك الرهن ، وفك الكتاب ، فقد بيّن سبحانه أن العقبة هي هذه القرب المذكورة التي تكون بها النجاة من النار . قال الحسن وقتادة : هي عقبة شديدة في النار دون الجسر ، فاقتحموها بطاعة الله . وقال مجاهد والضحاك والكلبي : هي الصراط الذي يضرب على جهنم كحدّ السيف . وقال كعب : هي نار دون الجسر . قيل : وفي الكلام حذف : أي وما أدراك ما اقتحام العقبة ؟ قرأ أبو عمرو وابن كثير والكسائي { فَكَّ رَقَبَةً } على أنه فعل ماض ونصب رقبة على المفعولية ، وهكذا قروا ، «أَطْعَمَ » : على أنه فعل ماض . وقرأ الباقون { فَكُّ } { أَوْ إِطْعَامُ } : على أنهما مصدران وجرّ { رَقَبَةً } بإضافة المصدر إليها ، فعلى القراءة الأولى يكون الفعلان بدلاً من اقتحم أو بياناً له كأنه قيل : فلا فك ولا أطعم ، والفكّ في الأصل : حلّ القيد ، سمي العتق فكاً لأن الرق كالقيد ، وسمي المرقوق رقبة لأنه بالرق كالأسير المربوط في رقبته .

/خ20