أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنُطۡعِمُ مَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطۡعَمَهُۥٓ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (47)

شرح الكلمات :

{ وإذا قيل لهم أنفقوا } : أي وإذا قال فقراء المؤمنين في مكة للأغنياء الكافرين أنفقوا علينا .

{ مما رزقكم الله } : أي من المال .

{ أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } : أي قالوا للمؤمنين استهزاء بهم أنطعم من لو يشاء الله أطعمه .

{ إن أنتم إلا في ضلال مبين } : أي ما أنتم أيها الفقراء إلا في ضلال مبين في اعتقادكم الذي أنتم عليه .

المعنى الكريمة :

قوله تعالى { وإذا قيل لهم } أي وإذا قيل لأولئك المشركين المكذبين الملاحدة والقائل هم المؤمنون فقد روي أن أبا بكر الصديق كان يطعم مساكين المسلمين فلقيه أبو جهل فقال يا أبا بكر أتزعم أن الله قادر على إطعام هؤلاء ؟ قال : نعم . قال : فما باله لا يطعمهم ؟ قال ابتلى قوماً بالفقر وقوماً بالغنى وأمر الفقراء بالصبر ، وأمر الأغنياء بالإِعطاء ، فقال أبو جهل ، والله يا أبا بكر إن أنت إلا في ضلال مبين . أتزعم أن الله قادر على إطعام هؤلاء ، وهو لا يطعمهم ثم تطعمهم أنت فنزلت هذه الآية وبهذه الرواية اتضح المعنى الكريمة الكريمة { وإذا قيل لهم } أي للكفار { أنفقوا مما رزقكم الله } على المساكين { قال الذين كفروا للذين آمنوا } الآمرين لهم بالإِنفاق { أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } قالوا هذا استهزاء وكفروا { إن أنتم } أي ما أنتم أيها المسلمون { إلا في ضلال مبين } أي إلا في ذهاب عن الحق وجور عن الرشد مبين لمن تأمله وتدبّر فيه .

من الهداية :

- بيان علو الكافرين وطغيانهم وسخريتهم واستهزائهم ، وذلك لظلمة الكفر على قلوبهم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنُطۡعِمُ مَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطۡعَمَهُۥٓ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (47)

قوله تعالى : { إلا كانوا عنها معرضين وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله } أعطاكم الله ، { قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم } أنرزق ، { من لو يشاء الله أطعمه } وذلك أن المؤمنين قالوا لكفار مكة : أنفقوا على المساكين مما زعمتم من أموالكم أنه لله ، وهو ما جعلوا لله من حروثهم وأنعامهم ، قالوا : أنطعم ، أنرزق { من لو يشاء الله أطعمه }رزقه ، ثم لم يرزقه مع قدرته عليه ، فنحن نوافق مشيئة الله فلا نطعم من لم يطعمه الله ، وهذا مما يتمسك به البخلاء ، يقولون : لا نعطي من حرمه الله . وهذا الذي يزعمون باطل ، لأن الله أغنى بعض الخلق وأفقر بعضهم ابتلاءً ، فمنع الدنيا من الفقير لا بخلاً ، وأمر الغني بالإنفاق لا حاجةً إلى ماله ، ولكن ليبلو الغني بالفقير فيما أمر ، وفرض له في مال الغني ، ولا اعتراض لأحد على مشيئة الله وحكمه في خلقه ، { إن أنتم إلا في ضلال مبين } يقول الكفار للمؤمنين : ما أنتم إلا في خطأ بين في اتباعكم محمداً صلى الله عليه وسلم وترك ما نحن عليه .