التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنُطۡعِمُ مَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطۡعَمَهُۥٓ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (47)

{ قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } كان النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يحضون على الصدقات وإطعام المساكين فيجيبهم الكفار بهذا الجواب ، وفي معناه قولان :

أحدهما : أنهم قالوا : كيف نطعم المساكين ولو شاء الله أن يطعمهم لأطعمهم ومن حرمهم الله نحن نحرمهم ، وهذا كقولهم : كن مع الله على المدبر .

والآخر : أن قولهم : رد على المؤمنين ، وذلك أن المؤمنين كانوا يقولون : إن الأمور كلها بيد الله ، فكأن الكفار يقولون لهم : لو كان كما تزعمون لأطعم الله هؤلاء فما بالكم تطلبون إطعامهم منا ، ومقصدهم في الوجهين احتجاج لبخلهم ومنعهم الصدقات واستهزاء بمن حضهم على الصدقات .

{ إن أنتم إلا في ضلال مبين } يحتمل أن يكون من بقية كلامهم خطابا للمؤمنين أو يكون من كلام الله خطابا للكافرين .