الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنُطۡعِمُ مَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطۡعَمَهُۥٓ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (47)

{ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله قَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَنُطْعِمُ } : الرزق { مَن لَّوْ يَشَآءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ } يتوهمون أنّ الله تعالى لما كان قادراً على إطعامه وليس يِشاء إطعامه ، فنحن أحق بذلك . نزلت في مشركي مكة حين قال لهم فقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطونا ما زعمتم من أموالكم أنها لله ، وذلك قوله :

{ وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً } [ الأنعام : 136 ] فحرموهم ، وقالوا : لو شاء الله أطعمكم فلا نُعطيكم شيئاً حتى ترجعوا إلى ديننا .

{ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } في اتباعكم محمداً ومخالفكتم ديننا . عن مقاتل بن حيان ، وقال غيره : هو من قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم .