تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنُطۡعِمُ مَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطۡعَمَهُۥٓ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (47)

{ وإذا قيل لهم أنفقوا } وذلك أن المؤمنين قالوا بمكة لكفار قريش ، لأبي سفيان وغيره : أنفقوا على المساكين من الذي زعمتم أنه لله ، وذلك أنهم كانوا يجعلون نصيبا لله من الحرث والأنعام بمكة ، للمساكين ، فيقولون : هذا لله بزعمهم ، ويجعلون للآلهة نصيبا ، فإن لم يزك ما جعلوه للآلهة من الحرث والأنعام ، وزكا ما جعلوه لله عز وجل ليس للآلهة شيء ، وهي تحتاج إلى نفقة ، فأخذوا ما جعلوه لله ، قالوا : لو شاء الله لأزكى نصيبه ولا يعطون المساكين شيئا مما زكى لآلهتهم .

فقال المؤمنون لكفار قريش : أنفقوا { مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا } فقالت كفار قريش : { أنطعم } المساكين الذي للآلهة { من لو يشاء الله أطعمه } يعني رزقه لو شاء الله لأطعمه ، وقالوا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :{ إن أنتم إلا في ضلال مبين }