{ قد يعلم الله المعوقين منكم } : أي المثبطين عن القتال المفشلين إخوانهم عنه حتى لا يقاتلوا مع رسول الله والمؤمنين .
{ هلم إلينا } : أي تعالوا إلينا ولا تخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
{ ولا يأتون البأس إلا قليلا } : أي ولا يشهدون القتال إلا قليلا دفعاً عن أنفسهم تهمة النفاق .
وقوله تعالى في الآية ( 18 ) في هذا السياق { قد يعلم الله المعوقين منكم } أخبرهم تعالى بأنه قد علم المعوقين أي المثبطين عن القتال والمخذلين بما يقولونه سراً في صفوف المؤمنين كالطابور الخامس في الحروب وهم أناس يذكرون في الخفاء عظمة العدو وقوته يرهبون منه ويخذلون عن قتاله .
وقوله { والقائلين لإِخوانهم هلم إلينا } أي إلينا إلى المدينة واتركوا محمداً وأصحابه يموتون وحدهم فإِنهم لا يزيدون عن أكلة جزور . وقوله { ولا يأتون البأس إلا قليلاً } أي ولا يشهد القتال ويحضره أولئك المنافقون المثبطون والذين قالوا إن بيوتنا عورة إلا قليلا إذ يتخلفون في أكثر الغزوات وإن حضروا مرة قتالا فإنما هم يدفعون به معرة التخلف ودفعاً لتهمة النفاق التي لصقت بهم .
ولما أخبرهم سبحانه بما علم مما أوقعوه من أسرارهم ، وأمره صلى الله عليه وسلم بوعظهم ، حذرهم بدوام علمه لمن يخون منهم{[55267]} ، فقال محققاً مقرباً من الماضي ومؤذناً بدوام هذا الوصف له{[55268]} : { قد يعلم } ولعله{[55269]} عبر ب " قد " التي ربما أفهمت في هذه العبارة التقليل ، إشارة إلى أنه يكفي من له أدنى عقل في الخوف{[55270]} من سطوة المتهدد {[55271]}احتمال علمه{[55272]} ، وعبر بالاسم الأعظم فقال : { الله } إشارة إلى إحاطة الجلال والجمال { المعوقين } أي المثبطين{[55273]} تثبيط تكرية وعقوق ، يسرعون فيه إسراع الواقع بغير اختياره { منكم } أي أيها الذين أقروا بالإيمان للناس قاطبة عن إتيان حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم { والقائلين لإخوانهم هلم } أي ائتوا وأقبلوا { إلينا } موهمين أن ناحيتهم مما يقام فيه القتال ، ويواظب على صالح الأعمال { ولا } أي والحال أنهم لا { يأتون البأس } أي الحرب أو مكانها { إلا قليلاً } للرياء والسمعة بقدر ما يراهم المخلصون ، فإذا اشتغلوا بالمعاركة وكفى {[55274]}كل منهم{[55275]} ما إليه تسللوا عنهم لواذاً ، وعاذوا بمن لا ينفعهم من الخلق عياذاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.