بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلۡمُعَوِّقِينَ مِنكُمۡ وَٱلۡقَآئِلِينَ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ هَلُمَّ إِلَيۡنَاۖ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلۡبَأۡسَ إِلَّا قَلِيلًا} (18)

قوله عز وجل : { قَدْ يَعْلَمُ الله المعوّقين مِنكُمْ } يعني : يرى المثبطين منكم ، المانعين من القتال منكم وهم المنافقون { والقائلين لإخوانهم } يعني : لأوليائهم وأصدقائهم { هَلُمَّ إِلَيْنَا } يعني : ارجعوا إلينا إلى المدينة ، ويقال هذا بلغة أهل المدينة ، يقولون للواحد وللاثنين والجماعة : هلم وسائر العرب تقول للجماعة : هلموا .

ثم قال : { وَلاَ يَأْتُونَ البأس إِلاَّ قَلِيلاً } وذلك أن المنافقين كانوا يقولون : إن لنا شغلاً ، فيرجعون إلى المدينة ، فإذا لقيهم أحد بالمدينة من المؤمنين يقولون : دخلنا لشغل ونريد أن نرجع . وإذا لقوا أحداً من المنافقين يقولون : إيش تصنعون هناك ؟ ارجعوا إلينا { وَلاَ يَأْتُونَ البأس } يعني : ولا يحضرون القتال إلا قليلاً ، رياءً وسمعةً . ولو كان ذلك لله لكان كثيراً ، وهذا كقوله : { وَلاَ يَذْكُرُونَ الله إِلاَّ قَلِيلاً } .