فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلۡمُعَوِّقِينَ مِنكُمۡ وَٱلۡقَآئِلِينَ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ هَلُمَّ إِلَيۡنَاۖ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلۡبَأۡسَ إِلَّا قَلِيلًا} (18)

قوله : { قَدْ يَعْلَمُ الله المعوقين مِنكُمْ } يقال : عاقه واعتاقه وعوّقه : إذا صرفه عن الوجه الذي يريده . قال الواحدي : قال المفسرون : هؤلاء قوم من المنافقين كانوا يثبطون أنصار النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنهم قالوا لهم : ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس ، ولو كانوا لحماً لالتقمهم أبو سفيان وحزبه ، فخلوهم وتعالوا إلينا . وقيل : إن القائل هذه المقالة اليهود قالوا { لإخوانهم } من المنافقين { هَلُمَّ إِلَيْنَا } ومعنى { هلم } : أقبل واحضر ، وأهل الحجاز يسوون فيه بين الواحد والجماعة والمذكر والمؤنث ، وغيرهم من العرب يقولون : هلم للواحد المذكر ، وهلمي للمؤنث ، وهلما للاثنين ، وهلموا للجماعة ، وقد مرّ الكلام على هذا في سورة الأنعام { وَلاَ يَأْتُونَ البأس } أي الحرب { إِلاَّ قَلِيلاً } خوفاً من الموت . وقيل المعنى : لا يحضرون القتال إلا رياء وسمعة من غير احتساب .