الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلۡمُعَوِّقِينَ مِنكُمۡ وَٱلۡقَآئِلِينَ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ هَلُمَّ إِلَيۡنَاۖ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلۡبَأۡسَ إِلَّا قَلِيلًا} (18)

وبَّخَهُمْ بقوله : { قَدْ يَعْلَمُ الله المعوقين مِنكُمْ } [ الأحزاب : 18 ] .

وهم الذين يُعَوِّقُونَ الناسَ عن نُصْرة الرسولِ ويمنعونهم بالأقوال والأفعال من ذلك ويَسْعَوْنَ على الدين ، وأما القائلون { لإخوانهم هَلُمَّ إلينا } فقال ابن زيد وغيره : أراد من كان من المنافقين يقول لإخوانه في النَّسَب وقَرَابته هلُم ، أَي : إلى المنَازِل والأكل والشربِ واترك القتالَ ، ورُوِيَ : أَنَّ جماعةً فَعَلَتْ ذلك وأصلُ { هَلُمَّ } : ها المم وهذا مِثْلُ تعليل «رَدَّ » من «أرْدَدْ » والبأسُ : القتالُ : و{ إِلاَّ قَلِيلاً } معناه إلا إتياناً قليلاً .