أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَٱتۡرُكِ ٱلۡبَحۡرَ رَهۡوًاۖ إِنَّهُمۡ جُندٞ مُّغۡرَقُونَ} (24)

شرح الكلمات

{ واترك البحر رهواً } : أي وإذا اجتزت أنت وقومك البحر فاتركه رهواً ساكناً كما هو حين دخلته مع بنى إسرائيل .

{ إنهم جند مغرقون } : أي إن فرعون وقومَه جندٌ واللّهُ مغرقُهم في البحر .

المعنى :

وقوله تعالى : { واترك البحر رهواً إنهم جند مغرقون } إنه لما ضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فلقتين ودخل بنو إسرائيل البحر فاجتازوه أراد موسى أن يضرب البحر ليلتئم كما كان حتى لا يدخله فرعون وجنده فيدركوهم فقال له ربه تعالى أترك البحر رهواً أي ساكنا كما كان حين دخلتموه حتى إذا دخل فرعون وجنوده أطبقناه عليهم إنهم جند مغرقون وهذا الذي حصل فنجى الله موسى وبني إسرائيل وأغرق فرعون وجنوده أجمعين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱتۡرُكِ ٱلۡبَحۡرَ رَهۡوًاۖ إِنَّهُمۡ جُندٞ مُّغۡرَقُونَ} (24)

ولما أمره بالإسراء وعلله ، أمره بما يفعل فيه وعلله فقال : { واترك البحر } أي إذا أسريت{[57479]} بهم وتبعك العدو ووصلت إليه وأمرناك بضربه لينفتح لتدخلوا [ فيه-{[57480]} ] فدخلتم ونجوتم{[57481]} { رهواً } بعد خروجكم منه بأجمعكم أي منفرجاً واسعاً ساكناً بحيث يكون المرتفع من مائه مرتفعاً والمنخفض منخفضاً كالجدار ، وطريقه الذي سرتم{[57482]} به يابساً{[57483]} ذا سير سهل على الحالة التي دخلتم فيها ليدخل فيه عدوكم فنمجد بإغراقهم كما وعدناكم ، وقال البغوي{[57484]} : راهياً أي {[57485]}ذا رهو{[57486]} فسمي بالمصدر - وعزاه إلى مقاتل - انتهى . ولما كانت هذه أسباباً لدخول آل فرعون فيه ، علل بما يكون عنها تسكيناً لقلوبهم في ترك البحر طريقاً مفتوحاً يدخله العدو ، فقال مؤكداً لأجل استبعاد بني إسرائيل مضمون الخبر لأنه{[57487]} من خوارق العادات مع ما لفرعون وآله في قلوبهم من الهيبة الموجبة لأن يستبعدوا معها عمومهم بالإهلاك { إنهم جند مغرقون * } أي متمكنون في [ هذا-{[57488]} ] الوصف وإن كان لهم وصف القوة والتجمع الذي محطه النجدة الموجبة للعلو في الأمور .


[57479]:من مد، وفي الأصل و ظ: سريت.
[57480]:زيد من مد.
[57481]:من مد، وفي الأصل و ظ: نجيتم
[57482]:من مد، وفي الأصل و ظ: نجيتم.
[57483]:من مد، وفي الأصل و ظ: بالليل-كذا.
[57484]:راجع معالم التنزيل بهامش اللباب6/122.
[57485]:من مد، وفي الأصل و ظ: إذا راهوا.
[57486]:من مد، وفي الأصل و ظ: إذا راهوا.
[57487]:في مد لأن.
[57488]:زيد من مد.