الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱتۡرُكِ ٱلۡبَحۡرَ رَهۡوًاۖ إِنَّهُمۡ جُندٞ مُّغۡرَقُونَ} (24)

واخْتُلِفَ في قوله تعالى : { واترك البحر رَهْواً } متى قالها لموسى ؟ فقالت فرقة : هو كلامٌ مُتَّصِلٌ بما قبله ، وقال قتادَةُ وغيره : خُوطِبَ به بعد ما جاز البحر ، وذلك أَنَّهُ هَمَّ أَنْ يضرب البَحْر ؛ ليلتئم ؛ خَشْيَةَ أَنْ يدخل فرعونُ وجنودُهُ وراءَهُ ، و{ رَهْواً } معناه : ساكناً كما جُزْتَهُ ، قاله ابن عباس ، وهذا القول هو الذي تؤيِّده اللغَةُ ؛ ومنه قول القُطَامِيِّ :

يَمْشِينَ رَهْواً فَلاَ الأَعْجَازُ خَاذِلَة *** وَلاَ الصُّدُورُ عَلَى الأَعْجَازِ تَتَّكِلُ

ومنه :

وَأُمَّةٌ خَرَجَتْ رَهْواً إلى عِيد ***

أي : خرجوا في سُكُونٍ وَتمَهُّلٍ فقيل لموسى عليه السلام : اترك البَحْرَ سَاكِناً على حاله من الانفراق ؛ ليقضي اللَّه أمراً كان مفعولاً .