بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱتۡرُكِ ٱلۡبَحۡرَ رَهۡوًاۖ إِنَّهُمۡ جُندٞ مُّغۡرَقُونَ} (24)

فخرج موسى ببني إسرائيل ، وضرب بعصاه البحر ، فصار طريقاً يابساً .

وهذا كقوله : { فاضرب لهم طريقا في البحر يبساً } [ طه : 77 ]

فلما جاوز موسى مع بني إسرائيل البحر ، فأراد موسى أن يضرب بعصاه البحر ، ليعود إلى الحالة الأولى ، فأوحى الله تعالى إليه بقوله { واترك البحر رَهْواً } قال قتادة : يعني : طريقاً يابساً واسعاً . وقال الضحاك : { رَهْواً } يعني : سهلاً . وقال مجاهد : يعني : منفرجاً . وقال القتبي : يعني : طريقاً سالكاً . كما هو . ويقال : رهواً أي : سككاً جدداً ، طريقاً يابساً { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } وذلك ، أن بني إسرائيل خشوا أن يدركهم فرعون ، فقالوا لموسى : اجعل البحر كما كان ، فإننا نخشى أن يلحق بنا .

قال الله تعالى : { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } يعني : سيغرقون ، فدخل فرعون وقومه البحر ، فأغرقهم الله تعالى ، وبقيت قصورهم وبساتينهم .