أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡ كَانَ خَيۡرٗا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيۡهِۚ وَإِذۡ لَمۡ يَهۡتَدُواْ بِهِۦ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَآ إِفۡكٞ قَدِيمٞ} (11)

شرح الكلمات :

{ لو كان خيرا ما سبقونا إليه } : أي لو كان ما جاء به محمد من القرآن خيرا ما سبقنا إليه المؤمنون .

{ وإذ لم يهتدوا به } : أي بالقرآن العظيم .

{ فسيقولون هذا إفك قديم } : أي هذا القرآن إفك قديم أي هو من كذب الأولين .

المعنى :

وقوله تعالى في الآية ( 11 ) { وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه } هذا القول جائز أن يقوله يهود المدينة للمؤمنين بها . وجائز أن يقوله المشركون في مكة وفي غيرها من العرب إذ المقصود هو الاعتذار عن عدم قبول الإِسلام بحجة أنه لا فائدة منه تعود عليهم في دنياهم ولا خير يرجونه منه إن دخلوا فيه إذ لو كان فيه ما يرجون من الفوائد المادية لاعتنقوه ودخلوا فيه ولم يسبقهم إليه الفقراء والمساكين .

وهو معنى ما أخبر تعالى به عنهم في قوله { وقال الذين كفروا للذين آمنوا } أي في شأن الذين قالوا لو كان الإِسلام خيراً ما سبقونا إليه فآمنوا وكفرنا . وقوله تعالى { وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم } أي وإن ظهر عنادهم وعظم عتوهم واستكبارهم فعموا فلم يهتدوا بالقرآن فسيقولون { هذا إفك قديم } وقد قالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ومعنى إفك قديم كذب أفكه غير محمد وعثر عليه فهو يقول به ما أفسد هذا القول وما أقبحه وأقبح قائله .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير قاعدة من جهل شيئا عاداه ، إذ المشركون لما لم يهتدوا بالقرآن قالوا هذا إفك قديم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡ كَانَ خَيۡرٗا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيۡهِۚ وَإِذۡ لَمۡ يَهۡتَدُواْ بِهِۦ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَآ إِفۡكٞ قَدِيمٞ} (11)

ولما دل على أن تركهم للإيمان إنما هو تعمد للظلم استكباراً ، عطف على قولهم { إنه سحر } ما دل على الاستكبار فقال تعالى : { وقال الذين كفروا } أي تعمدوا تغطية الحق{[58664]} { للذين } أي لأجل إيمان الذين { آمنوا } إذ{[58665]} سبقوهم إلى الإيمان : { لو كان } إيمانهم بالقرآن {[58666]}وبهذا الرسول{[58667]} { خيراً } أي من جملة الخيور { ما سبقونا إليه } ونحن أشرف منهم وأكثر أموالاً وأولاداً وأعلم بتحصيل العز والسؤدد الذي هو مناط الخير فكأن{[58668]} لم يسبقونا{[58669]} إلى شيء من هذه الخيرات التي نحن فائزون بها وهم صفر منها ، لكنه ليس بخير ، فلذلك سبقوا{[58670]} إليه فكان-{[58671]} حالهم فيه حالهم فيما هو محسوس من أمورهم في المال والجاه .

ولما أخبر عما قالوا حين سبقهم غيرهم ، أخبر عما يقولون عند تعمد الإعراض عنه فقال : { وإذ } أي وحين { لم يهتدوا به } يقولون عناداً {[58672]}وتكبراً وكفراً{[58673]} : لو كان هدى لأبصرناه{[58674]} ولم يعلموا أنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور{[58675]} .

ولما كان التقدير : فإن قيل لهم : فما هو ؟ أجابه بقوله مسبباً عن هذا المقدر علماً من أعلام النبوة : { فسيقولون } بوعد لا خلف فيه لأن الناس أعداء ما جهلوا ولأنهم لم يجدوا على ما يدعونه من أنه لو كان خيراً لسبقوا غيرهم إليه-{[58676]} دليلاً : { هذا } أي الذي سبقتم إليه { إفك } أي شيء مصروف عن وجهه إلى قفاه { قديم * } أفكه غيره وعثر{[58677]} هو عليه فأتى به ونسبه إلى الله .


[58664]:زيد في الأصل: بالباطل والتغافل عنه كأنهم على الرشاد، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[58665]:من ظ و م ومد، وفي الأصل:أي.
[58666]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58667]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58668]:من ظ و م، وفي الأصل ومد: كان.
[58669]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لم يسبقوا.
[58670]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: سبقونا.
[58671]:زيد من م ومد.
[58672]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58673]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58674]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58675]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58676]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58677]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: غير.