لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡ كَانَ خَيۡرٗا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيۡهِۚ وَإِذۡ لَمۡ يَهۡتَدُواْ بِهِۦ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَآ إِفۡكٞ قَدِيمٞ} (11)

قوله جلّ ذكره : { قُلْ أَرَأيْتُمْ إِِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } .

تبيَّنَ له أنه لا عُذْرَ لهم بحال ، ولا أمانَ لهم من عقوبةِ الله . وما يستروحون إليه من حُجَجِهم عند أنفسهم كلُّها - في التحقيق - باطلٌ . وأخبر أن الكفار قالوا : لو كان هذا الذي يقوله من الحشر والنشر حقًّ لم تتقاصر رتبتُنا عند الله عن رتبة أحدٍ ، ولتَقَدَّمنا - في الاستحقاق - على الكُلِّ . ولمَّا لم يجدوا لهذا القول دليلاً صرَّحوا :

{ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ } .

ولقد بَعَثَ اللَّهُ أنبياءَه - عليهم السلام - وأنزل عليهم الكتب ، وبيَّنَ في كلِّ كتابٍ ، وعل لسانِ كلَِّ رسولٍ بأنه يبعث محمداً رسولاً ، ولكن القومَ الذين في عصر نبيِّنا- صلى الله عليه وسلم - كتموه ، وحسدوه .