الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡ كَانَ خَيۡرٗا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيۡهِۚ وَإِذۡ لَمۡ يَهۡتَدُواْ بِهِۦ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَآ إِفۡكٞ قَدِيمٞ} (11)

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } من اليهود . { لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ } دين محمّد { خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ } يعني عبدالله بن سلام وأصحابه ، قاله أكثر المفسِّرين ، وقال قتادة : نزلت هذه الآية في ناس من مشركي قريش ، قالوا : لو كان ما يدعونا إليه محمّد خيراً ما سبقنا إليه فلان ، وفلان

{ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ } [ البقرة : 105 ] .

وقال الكلبي : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني أسداً وغطفان { لِلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني جهينة ومزينة . { لَوْ كَانَ } ما جاء به محمّد { خَيْراً } ما سبقنا إليه رعاء البهم ورذال الناس .

قال الله تعالى : { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ } أي بالقرآن كما اهتدى به أهل الإيمان . { فَسَيَقُولُونَ هَذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ } كما قالوا : أساطير الأوّلين .