أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

شرح الكلمات :

{ إذ فزعوا فلا فوت } : أي إذ فزعوا للبعث أي خافوا ونفروا فلا فوت لهم منا بل هم في قبضتنا .

المعنى :

وقوله تعالى : { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب } أي لرأيت أمراً قطعياً يقول تعالى لرسوله ولو ترى إذ فزع المشركون في ساحات فصل القضاء يوم القيامة فزعوا من شدة الهول والخوف وقد أُخذوا من مكان قريب والقوا في جهنم لرأيت أمراً فظيعاً في غاية الفظاعة . وقوله { فلا فوت لهم } لا يفوتون الله تعالى ولا يهربون من قبضته .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

{ ولو ترى إذ فزعوا } جواب لو محذوف تقديره لرأيت أمرا عظيما ، أو معنى فزعوا أسرعوا إلى الهروب ، والفعل ماض بمعنى الاستقبال ، وكذلك ما بعده من الأفعال ، ووقت الفزع البعث ، وقيل : الموت ، وقيل : يوم بدر .

{ فلا فوت } أي : لا يفوتون الله إذ هربوا { وأخذوا من مكان قريب } : يعني من الموقف إلى النار إذا بعثوا ، أومن ظهر الأرض إلى بطنها إذا ماتوا ، أو من أرض بدر إلى القليب ، والمراد على كل قول سرعة أخذهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

ولما أبطل شبههم{[57162]} وختم من صفاته بما يقتضي البطش بمن خالفه ، قال عاطفاً على{[57163]} { ولو ترى إذ الظالمون } : { ولو ترى } أي تكون منك رؤية { إذ فزعوا } أي يفزعون بأخذنا في الدنيا والآخرة ، ولكنه عبر بالماضي وكذا في الأفعال الآتية بعد هذا لأن ما الله فاعله في المستقبل بمنزلة ما قد كان ووجد لتحققه { فلا } أي فتسبب عن ذلك الفزع أنه لا { فوت } أي لهم منا لأنهم في قبضتنا ، لرأيت أمراً مهولاً وشأناً فظيعاً ، وحقر أمرهم بالبناء للمفعول فقال : { وأخذوا } أي عند الفزع من كل من نأمره بأخذهم سواء كان قبل الموت أو بعده . ولما كان القرب يسهل أخذ{[57164]} ما يراد أخذه قال : { من مكان قريب * } أي أخذاً لا شيء أسهل منه فإن الآخذ سبحانه قادر وليس بينه وبين شيء ، مسافة ، بل هو أقرب إليه من نفسه ( وقالوا ) أي عند الأخذ ومعاينة الثواب والعقاب : ( ءامنابه )أي الذي أريد منا الإيمان به وأبيناه ،


[57162]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: شبهتهم.
[57163]:سقط من ظ.
[57164]:زيد من ظ وم ومد.