أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۚ بَلۡ هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (3)

شرح الكلمات :

{ أم يقولون افتراه } : أي بل أيقولون أي المشركون اختلقه وكذبه .

{ قوما ما أتاهم من نذير } : أي من زمن بعيد وهم قريش والعرب .

{ لعلهم يهتدون } : أي بعد ضلالهم إلى الحق الذي هو دين الإِسلام .

المعنى :

وقوله تعالى : { أم يقولون افتراه } أي بل أيقولون افتراه محمد واختلقه وأتى به من تلقاء نفسه اللهم لا إنه لم يفتره { بل هو الحق من ربّك } أي جاءك من ربك وحياً أوحاه إليك ، { لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك } وهم مشركو العرب لتنذرهم بأس الله وعذابه إن بقوا على شركهم وكفرهم ، وقوله { لعلهم يهتدون } أي رجاء أن يؤمنوا ويوحدوا فيهتدوا إلى الحق بعد ضلالهم فينجوا ويكملوا ويسعدوا .

الهداية :

من الهداية :

- إبطال ما كان المشركون يقولون في القرآن بأنه شعر وسجع كهان وأساطير الأولين .

- بيان الحكمة من إنزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو الإِنذار .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۚ بَلۡ هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ} (3)

قوله تعالى : " أم يقولون افتراه " هذه " أم " المنقطعة التي تقدر ببل وألف الاستفهام ، أي بل أيقولون . وهي تدل على خروج من حديث إلى حديث ؛ فإنه عز وجل أثبت أنه تنزيل من رب العالمين ، وأن ذلك مما لا ريب فيه ، ثم أضرب عن ذلك إلى قوله : " أم يقولون افتراه " أي افتعله واختلقه . " بل هو الحق من ربك " كذبهم في دعوى الافتراء " لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون " قال قتادة : يعني قريشا ، كانوا أمة أمية لم يأتهم نذير من قبل محمد صلى الله عليه وسلم . و " لتنذر " متعلق بما قبلها فلا يوقف على " من ربك " . ويجوز أن يتعلق بمحذوف . التقدير : أنزله لتنذر قوما ، فيجوز الوقف على " من ربك " . و " ما " " ما أتاهم " نفي . " من نذير " صلة . و " نذير " في محل الرفع ، وهو المعلم المخوف . وقيل : المراد بالقوم أهل الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام . قاله ابن عباس ومقاتل . وقيل : كانت الحجة ثابتة لله جل وعز عليهم بإنذار من تقدم من الرسل وإن لم يروا رسولا ؛ وقد تقدم هذا المعنى{[12636]} .


[12636]:راجع ج 6 ص 121.