و{ أم } في { أَمْ يَقُولُونَ افتراه } هي المنقطعة التي بمعنى بل ، والهمزة ، أي بل أيقولون هو مفترى ؟ فأضرب عن الكلام الأوّل إلى ما هو معتقد الكفار مع الاستفهام المتضمن للتقريع والتوبيخ ، ومعنى { افتراه } افتعله واختلقه ، ثم أضرب عن معتقدهم إلى بيان ما هو الحق في شأن الكتاب ، فقال : { بَلْ هُوَ الحق مِن رَّبّكَ } فكذبهم سبحانه في دعوى الافتراء ، ثم بيّن العلة التي كان التنزيل لأجلها ، فقال : { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أتاهم مّن نَّذِيرٍ مّن قَبْلِكَ } وهم العرب وكانوا أمة أمية لم يأتهم رسول . وقيل : قريش خاصة ، والمفعول الثاني { لتنذر } محذوف ، أي لتنذر قوماً العقاب ، وجملة : { ما أتاهم من نذير } في محل نصب على الحال ، و { من قبلك } صفة لنذير . وجوّز أبو حيان أن تكون ما موصولة ، والتقدير : لتنذر قوماً العقاب الذي أتاهم من نذير من قبلك ، وهو ضعيف جدّاً ، فإن المراد : تعليل الإنزال بالإنذار لقوم لم يأتهم نذير قبله ، لا تعليله بالإنذار لقوم قد أنذروا بما أنذرهم به . وقيل المراد بالقوم : أهل الفترة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم { لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } رجاء أن يهتدوا ، أو كي يهتدوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.